انكلترا.. رحلة البحث عن قائد!
كرة القدم - كأس أوروبا 2012
منتخب الأسود الثلاثة يفتقد لقائد في الملعب بعد تجريد جون تيري من الشارة، ويقف على رأس المرشحين للدور الجديد كل من ستيفن جيرارد وسكوت باركر وجو هارت وفرانك لامبارد.

يحمل قائد المنتخب أو الفريق أهمية كبيرة في عالم كرة القدم، وذلك من وجهة نظر أنصار الفريق وجهازه الفني نظرا للدور الذي يقوم به في مشاهد معينة.
وأثبتت التجربة على مدار السنوات الماضية أهمية دور "الكابتن" سواء داخل الملعب أو خارجه، فهو الرجل الذي تقع على عاتقه مسؤولية توحيد صفوف زملائه والتحدث باسمهم خلال المواجهات، كما أنه يحمل همومهم ومطالبهم أمام المدرب، وهذا ما يفتقد إليه هذه الأيام واحد من أهم المنتخبات الأوروبية.. انكلترا.
ولا يوجد شك في أن المنتخب الإنكليزي يحتاج لذلك الدور الذي كان يقوم به القائد السابق جون تيري قبل تجريده من الشارة بعد تورطه في قضية اهانات عنصرية يدعي لاعب كوينز بارك رينجرز أنتون فرديناند أنه تعرض لها، ولم يستطع الاتحاد الإنكليزي على خلفيتها سوا الرضوخ لمطالب المجتمع المحلي، وهو الأمر الذي عارضه علانية المدرب الإيطالي فابيو كابيللو وأدى إلى انفصاله عن الفريق قبل أربعة أشهر من بدء البطولة الأوروبية.
في بلاد الضباب، تبدو الصورة قاتمة حاليا خصوصا وأن مسؤولية تدريب الفريق يتولاها مؤقتا مدرب لم يفصح بعد عن نواياه وخططه، فبالنسبة لستيورات بيرس الذي يتمتع بشخصية قوية للغاية إبان الفترة التي لعبها سابقا في المنتخب الإنكليزي كمدافع صلب، فإن على القائد أن يتمتع بخصال مشابهة، وهو ما قد يراه موجودا في شخص قائد ليفربول ستيفن جيرارد المرشح الأبرز لهذا الدور في كأس أوروبا 2012 الصيف المقبل.
ويعد هذا الخيار الأكثر منطقية بالنسبة لانكلترا، خصوصا وأن جيرارد يرتدي شارة القيادة في ليفربول منذ أكثر من 8 أعوام أثبت خلالها أنه صاحب كلمة مسموعة وآراء قوية، ونجحت هذه الشخصية الفذة في قيادة ليفربول لمنصة التتويج العام 2005 عندما حمل جيرارد كأس دوري أبطال أوروبا في العاصمة التركية اسطنبول.
وأبدى جيرارد بصراحة تامة رغبته في تولي دور القائد مستقبلا، بعكس قلب دفاع مانشستر يونايتد المخضرم ريو فرديناند الذي أعلن عدم اهتمامه بتولي هذا الدور وهو الأمر الذي فسره البعض بعدم رغبته في استغلال قضية تعرض شقيقه للإهانة من قبل القائد السابق، وفسره البعض الآخر كرد فعل على تجريده من الشارة قبل أعوام مضت.
ورغم أن النية تتجه نحو تولي جيرارد دور القائد مؤقتا في المباراة الودية الأربعاء أمام هولندا، لكنه ليس المرشح الوحيد لهذه المهمة بشكل دائم، حيث يقف إلى جانبه أيضا زميل تيري في تشلسي، فرانك لامبارد.
ويتولى لامبارد في تشلسي دورا قياديا خلف الكواليس نظرا لمكانته المرموقة بين زملائه وتفاهمه الشديد مع القائد الحقيقي تيري، لذلك فإن أسهمه مرتفعة بالنسبة لمنتخب "الأسود الثلاثة"، لكن بيرس لم يستدع لاعب "البلوز" إلى تشكيلته المواجهة لهولندا.
وإلى جانب جيرارد ولامبارد، هناك لاعب الوسط المدافع غاريث باري، لكن الأمور لا تبدو أبدا في صالح آشلي كول نظرا لسجله الأخلاقي السيء خارج الملعب، والأمر نفسه ينطبق على المهاجم واين روني الذي سيغيب عن أول مباراتين للفريق في "يورو 2012" بسبب الإيقاف.
الأمر المفاجئ كان وضع سكوت باركر بين قائمة المرشحين باعتباره لاعب وسط محوري يربط بين خطوط الملعب الثلاثة، وهو ينال دعم مدربه في توتنهام هاري ريدناب الذي يعتبر من أبرز المرشحين لتولي تدريب الفريق بصفة دائمة.
وحتى حارس المرمى جو هارت يحظى ببعض الترشيحات بسبب تحفيزه زملائه داخل الملعب، وهو الذي يقدم أداء رائعا مع مانشستر سيتي حاليا، لكن البعض يرى أنه ما يزال "طري العود" على تولي مسؤولية قيادة واحد من أعرق المنتخبات في العالم.
وفي تصريحات أدلى بها هارت للصحفيين يوم الثلاثاء قال: "أعتقد أنني أتحدث بالنيابة عن كل انكليزي يحب كرة القدم في هذه الغرفة عندما أقول أن قيادة منتخب البلاد شرف عظيم، لكن أعتقد أن الطريق أمامي ما يزال طويلا لتحقيق ذلك، هناك الكثير من المرشحين والأسماء الكبيرة على الطاولة".
ولا يرى هارت مانعا في منح شارة القائد لحارس مرمى على غرار ما حدث في فرنسا عندما أعلن المدرب لوران بلان قبل ساعات أن حامي عرين ليون هوغو لوريس سيكون قائدا لمنتخب بلاده في كأس أوروبا، واستدل هارت في كلامه على النجاحات التي حققتها اسبانيا بقيادة إيكر كاسياس.
وبغض النظر عن هوية الرجل الذي سيحمل تسمية "كابتن الأسود الثلاثة"، فإن الأمر الأكيد أنع سيقف على أبواب التاريخ حيث ستسنح له الفرصة لرفع أغلى كأس كروية في القارة العجوز.
0 التعليقات:
إرسال تعليق